تأملات في الغابة



حسن سلمان الحاجي–

٢٦ ابريل ٢٠١٧م

أجواء الغابة مع شروق الشمس تبعث الشعور بالهدوء والسلام والطمأنينة، كل شيء هنا في حال انسجام وتناغم، الأشجار والحيوانات، الأرض والماء، الطيور والفراشات، السناجب والعناكب.

الطيور فرحة تغني لا من أجل أن يسمعها أو يثني عليها أحد، وإنما تغني من أجل الغناء فقط، فهي كالأشجار في حفيفها والمياه في خريرها، لا تنتظر مديحاً ولا ثناءاً، فكل الكائنات تسير كما خلقها الله، جزءا من خطته الكونية.    

مع التوغل داخل الغابة والتمعن في الأشجار وأحوالها تشدك دورة حياتها وأنها لا تختلف عن حياة الإنسان، فتساقط الأوراق كتساقط الأيام والليالي، وانكسار الأغصان كفقدان الأحبة، وسقوط الشجرة بأكملها كرحيل الإنسان من الدنيا.

بعض الأشجار تسقط وهي صغيرة في العمر، وبعضها يعمر طويلا، وبعض الأشجار مزهرة مورقة تجذب إليها الطيور والحيوانات، وبعضها جاف يابس لا ظل لها، وبعض الأشجار شاهقة في السماء متعالية لا يقصدها طير أو حيوان، وبعضها متدنية جذابة تـتسلقها السناجب وتعيش بداخلها، وتعلو غصونها الطيور وتغرد عليها. 

بعض الأشجار تهوي إلى الأرض مدوية تهز أركان الغابة، وبعضها يسقط بصمت لا يشعر بها أحد، بعض الشجر يسقط في النهر ليحول مجرى الماء فتنبت على ضفافه غابة أخرى ويستمر بذلك عطاؤها حتى بعد موتها، وبعض الأشجار تسقط على غصون أشجار أخرى مخلفةً وراءها دماراً وخرابا. 

بالمناسبة لا أخفيكم أني كنت أحمل معي سلاحاً اقتطعته من الغابة لأني كنت وجساً اترقب كطير القطا خائفاً من مهاجمة الذئاب لعلمي بوجودهم، ويبقى قانون الغاب هو السائد.

*النواميس قضت أن لا يعيش الضعفاء*

*إن من كان ضعيفاً أكلته الأقوياء*